sila - salon international du livre d'alger 2013
 
الرئيسية|للاتصال بنا|الطبعات السابقة
  الصالون البرنامج روح البناف صور و فيديو صحافة SILA 2016
 
 

 
سيلا  

فضاء العارضين فضاء العارضين


معرض الصحافة الزوار
معرض الصحافة معرض الصحافة
فيس بوك

التحقوا بنا على صفحة الفيس بوك
 


الصالون

بكلّ الحماس المعهود
بقلم: السيد حميتو مسعودي
محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب

خلال الطبعة العشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب، في العام الماضي، عشنا معا لحظة مهمّة ومؤثرة. إن نجاح هذه التظاهرة التي عبرت تاريخ الجزائر الحديث – منذ فترتها المأساوية إلى غاية استعادة الاستقرار – في إنجاز عشرين طبعة وإحراز تقدّم كبير في عدة نواحي، على مر السنين، أمر لا يستهان به. أولا من خلال إقبال قياسي جعل منها أكثر التظاهرات الثقافية الدورية شعبية وأيضا واحدة من أكبر التظاهرات في جميع القطاعات مع تمثيل واسع من كافة شرائح المجتمع ومن جميع أنحاء الوطن. ثم من خلال مشاركة وطنية ودولية واسعة ومتنوّعة تشهد على مدى جاذبية المعرض لمحترفي الكتاب الجزائريين والأجانب. وأخيرا، بفضل برامج ثقافية مشرّفة، تتميّز بإثراء مستمر للمواضيع وأنواع اللقاءات. ولقد ساهمت هذه الأبعاد الثلاثة (الإقبال والمشاركة والبرمجة) في ترقية صالون الجزائر الدولي للكتاب إلى موعد محترم في الأجندة العالمية لمعارض الكتاب، وتمكّينه من تبوء مكانة تُحسد عليه في العالم العربي والقارة الإفريقية والبحر الأبيض المتوسط.

هذه النتيجة المرضية يعود الفضل فيها أولا لجمهور المعرض الذي تبنى التظاهرة إلى الحدّ الذي جعله تقليدا جديدا للمجتمع الجزائري. هذا الإقبال يشهد أن الكتاب والمطالعة لا يزالان يمثّلان قيّما محترمة في الجزائر بالرغم من كل المظاهر. كما يذكرّنا – بإقرار الجميع - أن أحد أهم عوامل الإقبال المتزايد على الصالون يكمن في البحث عن الكتب غير المتوفرة أو غير الموجودة بأسعار معقولة في الشبكة التقليدية لتوزيع الكتاب. وفي هذا الصدد، يؤكد صالون الجزائر كل سنة على أهمية وتنوّع الطلب ويبرز الجهود التي ينبغي القيام بها لتحسين مستوى العرض.

كما يعود الفضل في هذه النتيجة إلى مساهمة جميع الفاعلين في الصالون: الناشرين العارضون والمؤلفون ومنشطو البرنامج الثقافي والصحفيون، الذين يزداد عددهم من دورة إلى أخرى ويضمنون تغطية واسعة للتظاهرة الي أصبح لديها صدى عالمي بفضل وسائل الإعلام الأجنبية وشبكات التواصل عبر الأنترنت. وبالإضافة إلى هؤلاء المشاركين الذين نجدهم في الطليعة، هناك أطراف مشاركة أخرى أقل ظهورا للعيان لكن مهامها هامة وحيوية جدا بالنسبة لتنظيم الصالون. وأقصد بها هنا مصالح الجمارك الوطنية والمديرية العامة للأمن الوطني، من دون أن ننسى الهيئة المضيفة للصالون، ألا وهي الشركة الجزائرية للمعارض. كما لا يفوتني أن أوجّه شكري لرعاة وشركاء التظاهرة الذين أدركوا، كمؤسسات أهلية، أهمية الصالون وقدرته على نشر صور إيجابية على أوسع نطاق.

وكيف لي أخيرا أن أنسى هنا ذكر كل المسؤولين الذين سبقوني وفرقهم، الذين استطاعوا، بفضل دعم الدولة وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن يضمنوا تأسيس صالون الجزائر الدولي للكتاب وتطوّره؟

عشرون طبعة! رقم يرمز في حياة الإنسان وكذلك من الناحية الرمزية، للشباب.
لهذا، ومن دون إهمال الفئات العمرية الأخرى، نستعد لخوض الطبعة الواحدة والعشرين بقناعة راسخة بالدور الذي ينبغي أن يضطلع به الصالون تجاه الأجيال الشابة، من الطفولة إلى الشبيبة، مرورا بالناشئة. هذا الدور منوط طبعا بالمؤسسات الثقافية والتعليمية الدائمة وفي مقدّمتها المدرسة. وعموما هو دور المجتمع بأسره. والمعرض الذي لا يدوم سوى عشرة أيام لا يسعه أن يدعّي القدرة على تحملّ هذا الدور لوحده. ومع ذلك، يمكن أن يلعب دورا تحسيسيا وترويجيا ويسلّط الضوء على كل الأعمال التي تساهم في تغطية حب المطالعة في نفوس الشباب الجزائري، لمدى أهمية هذه العادة وضرورتها في تنشئته وتكوينه. وعلى نهج الدورتين الماضيتين، يحتل الشباب حيّزا هاما في تنظيم وبرمجة هذا الموعد الواحد والعشرين. فعلى سبيل المثال، سيخصص جناح "الأهقار" في قصر المعارض مرة أخرى للمنشورات الموجّهة للأطفال والنشء وكذلك للكتاب شبه المدرسي. وقد نالت هذه المبادرة نجاحا كبيرا وترحيبا فائقا من قبل العائلات التي تعتبر أحد أهم عناصر الإقبال على المعرض.

إلى جانب ذلك، وطبقا لاتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الثقافة، بتاريخ 9 مارس 2015، وسيكرّس أحد لقاءات الصالون للعلاقات بين الكتاب والمدرسة. تحت عنوان "عندما يذهب الأدب إلى المدرسة"، سيركّز على حصة الأدب في المناهج الدراسية والتعلم وعلى مبادئ تعليم قراءة الكتب. كما خصصّنا لقاء للجيل الثالث من الكتّاب الجزائريين بدعوة عدد من الأقلام الناشئة في أدبنا. وسيتم هذا الموعد برعاية أقدمهم الروائي واسيني الأعرج الذي وافق على العمل في هذا المضمار الخاص بتثمين أدب الشباب. أخيرا وليس آخرا، يقترح لقاء خاص باكتشاف الحرف المتصلة بالكتاب سعيا لاستكشاف المواهب وتشجيعها، وهو لقاء موجّه بشكل خاص للشباب والطلبة. يحضره عدد من أمناء ومسيّري المكتبات والناشرين والموزعين والمعلّمين، الذين سيتحدثون عن عملهم (المهام والتجارب) وسيجيبون على الأسئلة التي يطرحها جمهور الشاب. هذا الخط العام الذي سطّره الصالون لنفسه سيكون نوعا ما العمود الفقري لبرامج متنوّعة وحرصنا على إبرازه في كل ما يتعلق باتصالات هذه الطبعة التي تكتسي صبغة "الشباب" وتراعي اهتمامهم الكبير بالتواصل عبر الأنترنت والاتصالات الرقمية...

على غرار سائر القطاع الثقافي، عرف صالون الجزائر الدولي للكتاب تقليصا في ميزانيتها استجابة لضرورات الظرف الاقتصادي الحالي. وقد تعاملت لجنة التنظيم هذا الوضع الجديد بحكمة وبروح مواطنة، وذلك بالعمل على الإثبات بأنّه من الممكن إعداد وإنجاز طبعة جديرة بهذه التسمية. وسيلمس جمهور الصالون الوفي ذلك من خلال ثراء معرض الكتب وتنوّع البرنامج الثقافي بدعوة الروائيين والشعراء والجامعيين والمفكرين، جزائريين وأجانب، المعروفين بمشاركتهم في المناقشات المفيدة والمثيرة.

بفضل مشاركة دولية كبيرة تتوسّطها مصر، موطن نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب، كضيف شرف، يجسّد الصالون أكثر من أي وقت الانفتاح الثقافي الجذاب على عالم الكتابة والمطالعة من خلال أعماله الكلاسيكية التي لا غنى عنها وتعابيره الجديدة.

وكالعادة، يشمل معرض وبيع الكتب جميع أنواع النشر: الأدب بجميع ألوانه، والمقالة في جميع التخصصات، والكتب المرجعية مثل القواميس والموسوعات والمؤلفات الجامعية وشبه المدرسية والمنشورات الدينية والكتب التقنية، والمطالعة الترفيهية وأدب الأطفال والشباب، الخ..

في هذا العرض، سيكون للنشر الوطني حيّز معتبر، بتقديم أعمال تبرز من ضمنها كتب التاريخ التي تستهوي كثيرا القراء والقارئات في الجزائر. وفي هذا الصدد، سيُعرض في يوم أوّل نوفمبر 2016، الذي يخصص عادة لتاريخ الجزائر وبالأخص لتاريخ الثورة التحريرية، لقاء مثير حول العام 1956، الذي سيتم تناوله من جميع جوانبه بعد مرور ستين سنة.

في العام الماضي، وفي ذكرى تأسيس صالون الجزائر الدولي للكتاب، جاء والزوّار والزائرات بكثافة، بحيث فاق عددهم مليونا ونصف المليون. وإننا في هذه الطبعة الواحدة والعشرين نأمل في الحفاظ على هذا المستوى والعمل على تحسينه. وبغض النظر عن الأرقام، رجاؤنا أن كل جزائري وكل جزائرية يأتي إلى الصالون يخرج منه وهو يحس فعلا بأنه شارك في عرس مخصّص للكتاب والمطالعة، وللاكتشافات والتبادل والتمتع بقضاء لحظة جماعية هادئة ومثرية.

هذه هي روح صالون الجزائر التي يحسدنا عليها العديد من منظّمي المعارض عبر العالم (حتى الذين يفوقونا تجربة وكفاءة)، الذي يعبرّون دوما عن اندهاشهم من ذلك الحماس الفيّاض وتلك الحيوية السائدة فيه. ونحن على أي حال سعينا وما لنا نسعى في هذا الاتجاه.

مرحبا إذن بالجميع زوّارا ومحترفين، مواطنين وأجانب، كبارا وصغارا...


 
Partenaire du SILA - Salon international du livre
جميع الحقوق محفوظة - صالون الجزائر الدولي للكتاب © Conception, Réalisation & Référencement
bsa Développement