شهادة تاريخية - ماري كلود لا تبكي... إما الموت أو الحرية
شهادة مؤثرة قدمتها المحامية الفرنسية ماري كلود رادزيفسكي، خلال ندوة "موعد مع التاريخ" التي احتضنتها قاعة السيلا، هذه المرأة التي حملت مشعل الدفاع عن السجناء الجزائريين، ودخلت معركة حقيقية مع المحاكم العسكرية الاستعمارية لتعطيل تنفيذ الإعدامات في حق متهميها، أملا في أن تستقل الجزائر ويتحرر هؤلاء.
وعادت ماري كلود إلى نهاية سنة 1961 حين تولت مهمة الدفاع عن12 شابا جزائريا، ألحقوا عنوة بالجيش الفرنسي، هؤلاء عرضوا على المحكمة العسكرية، بتهمة الفرار من أداء الواجب، وأوضحت أن الفترة كانت مرحلة مفاوضات بين الجزائر فرنسا، ما خلق إحساسا بالارتياح، قائلة "نظرا لظرف، كنا متأكدين أن الحكم النهائي سيكون سنتان سجن أو أربعة على أقصى تقدير".
لتواصل شهادتها حين صورت الصدمة التي تشكلت لما نطق القاضي حكمه بالإعدام ضد إثنا عشر شابا جزائريا بتهمة الخيانة العظمى، "أدرت وجهي من الصدمة والدموع في عيني... بعد انتهاء المحاكمة قصدني أحد الحراس، وأعلمني أن المتهمون يريدون لقائي لشيء مهم".
ووصفت كلود لقاءها بموكليها، الذين سألوها عن سبب بكائها في المحكمة، ليعلق أصغرهم "نريد أن نخبرك أنه لو استقلت الجزائر فأكيد سيطلق سراحنا، إذن الحكم غير مهم، إما إذا لم تتحرر الجزائر فنحن لا نريد أن نعيش تحت وطأة الاستعمار، فالإعدام هنا أيضا لا يهم، ما أثر فينا حقا ويهمنا هي دموعك في المحكمة
أ.م