|
المنشد المصري علي الهلباوي |
صوت مصر المتجدد
علي الهلباوي من بين أهم المنشدين من جيله، في مصر، استطاع أن يبرز في فترة زمنية قصيرة، و يعيد إلى الواجهة تقليدا غنائيا عريقا، ليس فقط بأدائه المتفرد، وصوته الصداح، بل بقدرته على مخاطبة عصره، ويلفت الانتباه حول موروث شعبي له مكانة واسعة وسط زحمة التجارب الموسيقية التي تزخر بها الساحة الفنية الحالية في مصر، والتي خرجت أخيرا من هوامش الموسيقى السائدة، لتفضي بفن بديل متشبع بطبوع موسيقية محلية وعالمية وخطاب معاصر، سواء في الاشتغال الموسيقى أو في النص.
التقى علي الهلباوي الذي الجمهور الجزائري أمس الخميس، بفضاء علي معاشي في قصر المعارض، وقدم صورة عن هذه التجربة، التي تتبلور في فن الأداء، حيث اختار لهذه الأمسية، مجموعة من أغاني الشهيرة من السجل، وتعتبر من الكلاسيكيات، على غرار "ابعث لي جواب"، "ليله طاب"، "ماتفوتنيش انا وحدي"، "ماتصلي على النبي"، و "مرسال لحبيبتي".
ورغم كونه صاحب نصوص جديدة أسهم بها على المنصة الجديدة، يرى أن مخاطبة الجمهور في هويته، ضرورية لخلق علاقة التناغم معه "الإنشاد طابع مهمش في مصر، أردت الخروج به من محليته، لإعادة اكتشافه في أهواء جديدة، لذا لا أتردد في تقديمه في أهواء الجاز، أو الروك... "
ينحدر علي الهلباوي من هذا التقليد وهو ابن المنشد الشهير محمد الهلباوي، لكنه خرج من نمطية الإنشاد محاولا تكييفه على أوتار موسيقية أخرى، كذلك التجربة التي خاضها مع فرقة الروك المصرية مسار إجباري، في أداء مرسال لحبيبتي، في فيلم "ميكروفون" و نال عليها جائزة نجم صاعد، والتي فرضته في المشهد منذ ذلك الحين ومنحته الشهرة، ويؤمن بمساره في ترقية هذا الفن وإعادة الاعتبار له، "يتمتع الإنشاد بتنوع كبير وتتفرع منه عدة أنماط، مثل الديني فن المونولوج والحضرة الصوفية.."، خصوصا أن كبار رموز الفن المصري انطلقوا من هذا التقليد ولم يخرجوا عن قاعدة " المشايخ"، الذين تأثروا بهم، ويذكر الهلباوي في ذلك مثال أم كلثوم والسيد مكاوي.
علي الهلباوي يريد أن يكون صوتا أخر من مصر المعاصرة، صوتا ينبثق من أعماقها، يعيد اكتشاف ملامحها ويصالحها مع تراث صنعها وشكل هويتها.
فاطمة.ب
|
|