|
"عازب حي المرجان" لربيعة جلطي |
العزوبية مرآة للمجتمع
"عازب حي المهرجان" هي أخر الأعمال الروائية للكاتبة ربيعة جلطي، التي أصبحت تتوغل في الآونة في تجربتها بين عوالم الشعر والرواية، وأصبحت ممارسة مهمة لهذين النوعين من خلال إصدارات متتالية فرضتها في المشهد الأدبي في الجزائر والعالم العربي.
لعل أول ما يستوقف في هذا العمل الجديد الذي أصدرته لدى منشورات الاختلاف الجزائرية ومنشورات ضفاف المغربية، هو العنوان الذي يدفع بالقارئ للتساؤل حول "العازب" بطلا رئيسيا للرواية هي في نهاية المطاف متعددة الأصوات، تخوض فيها الكاتبة داخل متاهات الحياة الاجتماعية والثقافية للناس، تلتقط من هنا وهناك شذرات من حياة الناس البسيطة، وقصص شخوص بماضيها وحاضرها، تحمل كل واحدة منها في كينونتها جزءا من هموم هذا العالم المزدحم الذي تنصت إليه ربيعة جلطي بتمعن كبير وتطرح فيه أسئلة القارئ، وهي تحتفي بفردية الأخر ووحدته وكذا علاقته بالجماعة، ومن هذا المنطلق تساءل المجتمع في أطروحاته ونكساته ورهاناته اليوم في سياق يشهد استحضار قاموس التغيير، ومفاهيم الحياة بنسبيتها اللامتناهية، ويجد العالم نفسه أمام منعرج تاريخي جديد، ربما لا تعرف شخوص الرواية أنها تتهيأ لكتابته انطلاقا من واقعها الحاضر، ووقفت ربيعة جلطي أمام مشاهده لتعطيها بعدا فلسفيا.
تأخذ الكاتبة القارئ في نص سردي وكأنها تأخذه بيدها تقوده في هذه الدروب الدنيوية المتناسجة، والتي تحتفي فيها بالأمكنة، بجماليات الحياة، بالحب وبالصداقة، بلحظات الخيبة والألم، كل شيء يتعرف عليه القارئ، كونها تحمل انشغال القارئ، وتركز اهتمامها عليه بالدرجة الأولى في هذه التجربة الروائية التي دامت حوالي العامين.
فاطمة بارودي
|
|